Quantcast
Channel: منتديات النهار الجديد أون لاين
Viewing all articles
Browse latest Browse all 15897

الرمان

$
0
0
ملف مرفق 3534ملف مرفق 3535
الرمان


قال الله تعالى :
(( وَ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَ غَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَ النَّخْلَ وَ الزَرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَ الزَيْتُونْ وَ الرُمَّانَ مُتَشَابِهًا وَ غَيْرِ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمْرِهِ وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَ لَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُ المُسْرِفِينْ )). سورة الأنعام : 141.
في هذا المقال سنحاول الكشف عن إمكانيات فاكهة الرمان ، و إستعمالاتها الوقائية و العلاجية على مدى التاريخ الإنساني ، مع التركيز على إستخدامات هذه الفاكهة في الطب الحديث ، من خلال الأبحاث المنشورة حديثا في الدوريات العالمية ، مما يكشف الإعجاز القرآني في الإشارة إلى هذه الفاكهة و إختصاصها بالذكر ، إن الحضارات القديمة في الأرض تكاد تُجمع على أهمية الرمان و فوائده الطبية العديدة ، و تنظر إليه بعين التقدير و الإعتبار .
ففي الحضارة اليونانية القديمة ، فإن الرومان كان يمثل الحياة و التكاثر و الزواج ، و دخلت حكاياته و فوائده الخارقة في كثير من الأساطير اليونانية ، كما كان يُعرف باسم - فاكهة الميت - نظرا لأن المحتضر عادة ما يطلب الرمان .
و المصريون القدماء كانوا يعتبرونه واحداً من الفواكه المقدسة ، و وُجد في الرسوم الموجودة على المعابد المصرية القديمة .
و الفُرس كانوا يعتبرون أن بذور الرمان إذا أكلها المقاتل جعلته لا يُهزم في الحرب .
و البابليون أعتبروا أن بذور الرمان في العنصر المحفز للبعث و النشور . و عند الصينين القدماء فإن الرمان يرمز للحياة الأبدية ، و يستخدمه الصينيون بشكل كبير في فنون الخزف ، حيث يرمز إلى الخصوبة و الوفرة و الذرية الصالحة و المستقبل السعيد .
شجرة الرمان
شجرة الرمان جذابة متوسطة الحجم ، يبلغ متوسط ارتفاعها حوالي خمسة أمتار و تعيش لسنوات طويلة ، تبدأ الإنتاج بعد السنة الأولى إلى 15 سنة ، حيث يبدأ الإنتاج في التراجع ، و في بعض الحالات التي سُجلت في جنوب أوروبا عاشت الشجرة ما يزيد على مئتي عام .
و هي شجرة دائمة الخضرة في كثير من المناطق ، و لكن في بعض الأماكن و بعض الأنواع منها ، تتساقط أوراقها و تتجدد سنويا .لها جذور جذابة ، حمراء برتقالية ، و أوراق صغيرة لامعة رمحية الشكل ، كما تتميز ثمارها المعروفة بتيجانها الكأسية ، و تتراوح ألوانها من الأصفر إلى الأحمر الغامق ، كما تحتوي الثمرة على العديد من البذور المحاطة بحويصلات العصير المتعددة الأضلاع ، و المرصوصة بتداخل عجيب .
الرُمان في الطب
تقريبا كل أجزاء النبات تُستخدم في الأغراض الطبية ، الزهور و العصير ، و البذور الجافة ، و قشرة الثمرة ، و اللحاء المحيط بالسيقان و الجذور .
كما أن الجزء المأكول من الثمرة يحتوي على نسبة 80 بالمئة من عصير ، و 20 بالمئة من بذور . و العصير يحتوي على 85 بالمئة من ماء ، و 10 بالمئة من سكريات ، و 1.5 بالمئة من بكتين ، و حمض الأسكوربيك و البوليفنولك فلافينويد.
أما الكيماويات النباتية الموجودة في الرمان فهي :
العصير :يعتبر مصدرا مهما لنوعين من مركبات البوليفينولك ، أنثوثيانين و هيدروليزابل تاننيس.
البذور : تعتبر مصدرا مهما للألياف و السكريات و البكتين ، كما تحتوي على هرمون الإستروجين .
لحاء الشجرة : يحتوي على حمض البونيكوتانيك ، و حمض الجاليك - مانايت -بيليتيرين ، ميثيل ايزوبيليتيرين.
القشرة الخارجية للثمرة : تحتوي على معظم الكيماويات النباتية .
الرمان في الطب التقليدي :
استخدم الرمان في الطب التقليدي على مدى طويل من الزمان في معظم حضارات الأرض ، و أهن إستخدماته:
أمراض الجهاز الهضمي :
الإسهال و الدوسنتاريا ، و المغص المعوي ، و إلتهابات القولون ، و عسر الهضم ، و الطفيليات المعوية ، و على الأخص الديدان الشريطية .
أمراض الأجهزة التناسلية :
مثل إلتهابات الجهاز التناسلي ، و الإفرازات البضاء ، و فرط الطمث .
أمراض الجلد و الأنسجة الرخوة :
تُستخدم القشرة كدهان خارجي في حالات إلتهابات الجلد التحسسية ، حَّب الشباب ، و إلتهابات الثدي .
و يُستخدم الرمان كذلك في أمراض الجهاز العصبي مثل الشلل ، و الصداع ، و الهستيريا ،و في حالات الشرج الجراحية مثل البواسر ، و سقوط المُستقيم .
و في أمراض العين و الأذن ، و ضعف الإبصار . و في أمراض الفم و الأسنان مثل إلتهابات اللثة و ىلام الأسنان .
الرمان في الطب الحديث .
هناك العديد من الأبحاث المنشورة حديثا في الدوريات الطبية العالمية - و على الأخص في السنوات القليلة الماضية -و التي تدل على الأهمية الفائقة للرمان في العديد من المجالات الطبية منها :
فاعليته كعنصر مضاد للأكسدة :
يحتوي الرمان على عناصر ذات فاعلية عالية كمضادات للأكسدة التي تعمل على الحفاظ على صحة الخلية الإنسانية و تقاوم الأمراض فالرمان يحتوي على المئات من المركبات المعروفة ، ، من بينها مركبات -البولي فينول - القابلة للذوبان (
soluble polyphenol Compounds)و التي ثبت أن لها فاعلية عالية ك " مضادات للأكسدة " مثل " حمض الإيلاجيك " (Ellagic Acid )و " الأنثوثيانين " (Anthocyanins ) و " الكاتيتشين(Catechins)و " الإيلاجيك تاننيس " (Ellagic Tannis).
علاج وقائي و كيماوي للسرطان :
أن خلاصة الرمان في الجرعات العلاجية ، تسبب موتًا طبيعيًا ل " الخلايا السرطانية " (
Apopto-sis) دون أن تؤثر على الخلايا السليمة . و قد أستخدم في علاج سرطان الثدي ، حيث ثبت أنه يوقف نمو الخلايا السرطانية ، و يمنع إنتشارها .
و يزيد من معدلات " الموت الطبيعي " للخلايا السرطانية ، كما ثبتت فاعليته العالية في العلاج و الوقاية من سرطان المثانة البولية ، حيث يوقف نمو الخلايا السرطانية ، كما يتدخل في العوامل الوراثية للخلايا السرطانية بما يؤدي إلى موتها في النهاية .
علاج أمراض القلب و الأوعية الدموية :
ثبتت فاعليته العالية كمضاد لتصلب الشاريين ، و قد تمت تجربته على الفئران و الإنسان بنجاح ، فوُجد أنه يُقلل من نمو البؤر التصلبية ، و ذلك لآثاره المضادة للأكسدة على " الخلايا اللاقمة " (
Macrophages)و " الصفائح الدموية " و استعادة الوظائف الطبيعية المضطربة للعضلة القلبية .
مضاد للميكروبات و للإلتهابات :
ثبتت فاعليته العالية كمضاد للفيروسات و مضاد للعوامل المسببة للتشوهات الوراثية ، كما يقوي جهاز المناعة ، و يمنع تليف الكبد ، و يحفز التئام الجروح ن و يقوي الأنسجة الرخوة ، و هذا أيضا يمكن أن يساهم في منع الخلايا السرطانية من الإنتشار .
الرمان في شعارات الهيئات الطبية العالمية :
" الجمعية الطبية البريطانية " (
British Medical Association)، و ثلاث من الكليات الطبية الملكية و هي " الكلية الملكية للأطباء " (Royal Collage of Physicians) و " الكلية الملكية لأطباء النساء و التوليد " (Royal Collage of Obstetricians and Gynaecologists) و " الكلية الملكية للقابلات " (Royal Collage of Midwinves )، تضمن الرمان في شعاراتها ، مما يعكس أهميته الكبرى في الممارسة الطبية ، و قناعة هذه المؤسسات الطبية العريقة بفوائده الكبرى .
هذا الإستعراض التاريخي إضافة إلى الدراسات الطبية الحديثة و الموثقة ، تدل على أهمية الرمان و دوره في الحفاظ على حياة الإنسان ، و علاج الكثير من الأمراض . و من هنا تاتي الإشارة القرآنية المعجزة لهذه الفاكهة بإعتبارها من النعم و الآيات الدالة على قدرة الله و عظمته ، حيث أن القرآن قد نزل على نبي أمي في أمة تفتقد أسباب العلم و الحضارة ، فإن هذا يدل على صحة نسبة هذا القرآن .

********** :
صدر هذا البحث عن جامعة الطائف
المملكة العربية السعودية
" كلية الطب و العلوم الطبية "






hgvlhk


Viewing all articles
Browse latest Browse all 15897

Trending Articles