السلام عليكم
إذا رأيت نفسك تتطلع لنعمة رزقها الله غيرك .. ووجدت أنها بدأت تضجروتتسخط
أو لم تبن .. لكن هناك حكمة وقد يتأخر بيانها.
قال أبو جعفر: ويعني بذلك: والله يعطي الذين اتقوا يوم القيامة من نعمه وكراماته وجزيل عطاياه،بغيرمحاسبةمنه لهم على ما منّ به عليهم من كرامته. يعني..
إذا رأيت نفسك تتطلع لنعمة رزقها الله غيرك .. ووجدت أنها بدأت تضجروتتسخط
فقل لها:
" إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَـــــــاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"وتعالوا معنا في رحلة مع آية وما عرض من معانيهاولطائفها في كتب التفاسيرقال تعالى:" زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواالحَيَاةُ الدُّنياوَيَسخرون مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوا فَوقَهُم يَومَالقِيَامَةِوَاللّهُ يَرزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيرِحِسَابٍبعض النفوس المريضة تستكثر الخير والنعمةوالفضل إذا أتاه الله أناسًا ترى -هذه النفوس المريضة- أنهم دونهم بمقاييسالدنيا.
مثلا ..
-رجل غني جدًا حُرم من نعمةالانجاب رأى فلانا الفقير رُزق بالذرية .. فيحزن!
-رجل غني جدًا حُرم من نعمةالانجاب رأى فلانا الفقير رُزق بالذرية .. فيحزن!
-بنت جميلة جدًا تجد أنفلانة الأقل منها جمالا سبقتها بالزواج ..فتكتئب!
-شاب يحمل مؤهل عالي وشهادات كثيرة و لم يوفّق في وظيفة
رأى فلانا الأقل منه في كل شئسبقه وترقى ..فيضجرويسخط!
فنقول لهم جميعًا
فنقول لهم جميعًا
[البقرة : 212]
" وَاللّهُ يَرزُقُ مَن يَشَآءُ"جاء فيتفسير ابن عثيمين:كل فعل علقه الله بالمشيئة فإنه مقرون بالحكمةودليله قول الله تعالى:{وما تشاءون إلا أن يشاءاللهإن الله كان عليماًحكيماً} [الإنسان: 3]
فدل هذا على أن مشيئته مقرونةبالحكمة
وأما دليل العقل فلأن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه بأنه«حكيم» ؛ والحكيم لا يصدر منه شيء إلا وهوموافق للحكمة. فهل وصل لك هذاالمعنى؟؟أن تأخير الرزق عنك .. أو وصول الرزق لك أو لغيرك مقرون بحكمة .. بانت لكفدل هذا على أن مشيئته مقرونةبالحكمة
أو لم تبن .. لكن هناك حكمة وقد يتأخر بيانها.
فمن الناس من يصلحه ويصلح حاله معالله أن يرزقه الله بالمال
ومن الناس من يفسده ويفسد حاله مع الله أن يبتلهالله بالمال
فرزق الله الأول .. لحكمة!
و أخّر أو منع الرزق عن الآخر .. لحكمة!
" وَاللّهُ يَرزُقُ مَن يَشَآءُبِغَيرِ حِسَابٍ"جاءتتفاسير كثيرة في معنى "بغيرحساب"ومن الناس من يفسده ويفسد حاله مع الله أن يبتلهالله بالمال
فرزق الله الأول .. لحكمة!
و أخّر أو منع الرزق عن الآخر .. لحكمة!
وسبحان الله كل معنى منهم يظهر عظمة الله الكريم وكمال صفاته جل جلاله بما يثير العجب!
والتفاسير تدور حول 4معاني:
(1) جاء في تفسير الطبريالقول في تأويل قوله تعالى :والتفاسير تدور حول 4معاني:
قال أبو جعفر: ويعني بذلك: والله يعطي الذين اتقوا يوم القيامة من نعمه وكراماته وجزيل عطاياه،بغيرمحاسبةمنه لهم على ما منّ به عليهم من كرامته. يعني..
عطاء بغيرحساب
لن يخصم منهم أنه تفضل عليهم من قبل بتوفيقه لهم في الدنيا ولن يحاسبهم على ما من عليهم من نعمه وأفضاله.وفي موضع آخر من تفسير الطبري:
"بغير حسابٍ" بغير تقدير لكثرته أو تفضلاًبغير محاسبةومجازاة على عملبحسبالاستحقاق.بمعنى..لن يخصم منهم أنه تفضل عليهم من قبل بتوفيقه لهم في الدنيا ولن يحاسبهم على ما من عليهم من نعمه وأفضاله.وفي موضع آخر من تفسير الطبري:
أنه سيعطيك بكرم حتى أنه لن يحاسبك هل عملك كان يستحق كل هذا الكرم أملا
(2)
من تفسيرالطبري:وقيل : إن قوله : " بغير حساب " صفة لرزق الله تعالىكيف يصرف , إذ هو جلت قدرته لا ينفق بعد ,ففضله كله بغير حساب , والذي بحساب ما كان على عمل قدمه العبد , قال الله تعالى : " جزاءمن ربك عطاء حسابا "(2)
[ النبأ : 36 ] .
(3)من تفسيرالسعدي:{ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}يعني..
الرزق سيأتي للعبد من حيث لا يحتسب ومن حيث لا يتخيل .. سيأتيه بدون سعي منه وبدون كسب
لماذا ؟.. لأنه اتقىالله!
(4) جاء فيتفسير القرطبي:لماذا ؟.. لأنه اتقىالله!
وجعل رزقهم بغير حساب من حيث هودائم لا يتناهى , فهو لا ينعد .
يعني هذا.هو وصف آخر للرزق بأنه دائم ولا ينحصر لا يمكن تقديرهولا عده
وهو ماأيده تفسير ابن عثيمين:يعني هذا.هو وصف آخر للرزق بأنه دائم ولا ينحصر لا يمكن تقديرهولا عده
ومن فوائدالآية: كثرة رزق الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {بغير حساب } بمعنى أنهيعطي عطاءً لا يبلغه الحساب، كما قال تعالى: {والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} [البقرة: 261] .