"مجموعة أهم الأحداث" : محمد حسني مبارك ، الرئيس المصري المخلوع الذي جرفه "الربيع العربي" ، يعيده الاتقلاب المضاد... رئيس ترأس لمدة عقود نظاما حول كل ما هو أخضر إلى اصفرار قاتم يحتاج إلى فصول و فصول متتابعة لربيع لكي ،ربما ، يمحو ولو جزئيا ما تركته تلك الفصول "العجافية" ( عجاف)، يطلق سراحه معززا مكرما في انتظار الخطوات القادمة ربما لإعادته للسلطة وإذا كان غير قادر صحيا فهناك خليفة سينقل من السجن مباشرة إلى القصر...
هذا هو حال الرئيس المدان المفرج عنه الذي حول البلاد إلى مجرد "خردة" تباع بالجنيه الرمزي إلى الأحباب و الأصدقاء وحتى للأعداء ، كما حصل لصفقات الغاز مع الكيان الصهيوني ... يصبح حرا طليقا .
أما الرئيس المنتخب ديمقراطيا ، مدة حكمه لم تتجاوز عام واحد ، يعزل ويسجن بتهم قد يصبح بموجبها الرئيس المفرج عنه في قمة المثالية .
هذا الرئيس المنتخب المطاح به كان يظن عندما استطاع إزاحة بطريقة تثير الإعجاب هرم قيادة الجيش المتمثلة في وزير الدفاع ورئيس هيئة أركانه ، أنه ضمن ولاء الجيش وأنه استطاع إيجاد العسكري الذي يضمن له ذلك...
بدون أدنى شك ، كان محمد مرسي يشعر بنشوة النصر لا نهاية لها عندما كان اللواء السيسي ، الذي رقاه إلى رتبة فريق أول ، واقفا بين يديه وهو يؤدي له يمين الولاء بصفته وزيرا للدفاع وقائد الجيش والذي سيكون يده اليمنى في ترسيخ أسس النظام الجديد ثمرة هذا الربيع العربي...
وبدون أدنى شك أيضا ، أن اختيار اللواء السيسي لم يكون عشوائيا وإنما يكون مرسي على علم أو قد تكون هناك جهة أوهمته بأن هذا الرجل المخابرات المتدين ، كما هو مشاع عنه ، الأصلح ويكون الأوفى له في درع وكسب المؤسسة العسكرية .
ولا يستبعد من هذا الانقلاب ،الذي تحول الى دموي ، حتى "نظرية المؤامرة" ، لأن الجنرال قائد الانقلاب لا يمكن له التجرؤ على خطوة بهذا الحجم بلا ضوء "فوق الأخضر" من الجهة التي يهمها كثيرا الاستقرار في مصر والتي تنفق من أجل ذلك مساعدات مالية وعسكرية سنوية ،ولا يمكن تقديم مثل هكذا مساعدات بالمجان وبدون مقابل...
مرسي ، القليل الخبرة في العسكرية وشعابها ربما لا يعرف أن العسكر قد يكون بينهم تنافس لكن مبادئهم واحدة بجسم يشتكي كله إذا مس عضوا منه...
ولم يكون يدري مرسي و جماعته أن هذا اللواء بابتسامته الغامضة يفعل بهم في بضع أيام ما لم يفعل (بضم الياء) بهم طيلة ستة عقود ، قتلا و تشريدا والزج بهم بالجملة في غياهب السجون .
هذا إذا كان المقبوض عليهم محظوظين ولم يتم تصفيتهم قبل وصولهم إلى السجن أصلا ، كما حصل لمجموعة من المعتقلين قتلوا وهم داخل الشاحنة التي كانت تنقلهم إلى السجن بحجة أنهم حاولوا الفرار . جماعة لم تدوم فرحتهم طويلا ليتم غسل بدمائهم ساحات و شوارع مصر ...
ربما ستنتظر هذه الجماعة عقود أخرى ، قد يأتي ربيعا أكثر إشراقا يوصلهم إلى سدة الحكم وقد تكون أيضا تغيرت المعطيات الإقليمية و الدولية لصالحهم و إن حصل ذلك عليهم البحث عن لواء تكون "ابتسامته أكثر وضوحا"...
حمدان العربي الإدريسي
23.08.2013
المصدر: منتديات النهار الجديد أون لاين - من قسم: منتدى الأخبار الوطنية و العالمية
lwv , hfjshlm hg[kvhg "hgyhlqm">>>