يذكر لنا التاريخ عبر عصوره ، كثيراً من القيادات الناجحة ، على اختلاف مستوياتها ومسؤولياتها وإذا بحثنا عن سبب تسجيل هذا أو ذاك في قائمة الناجحين ، نجد أن العزم والحزم والجد كانت وراء نجاحهم . لكنني أرى أنهما غير كافيتين لأن يكون مسؤول ناجحا متميزا بهما فقط .فالدقة ضرورة أساسية لكل مسؤول يسعى لاحكام عمله وإدارته ، سواء أكانت تلك الادارة عامة ، أو ادارة مال في مؤسسات الدولة ، وبدونها ـ أي الدقة ـ لا يمكن ان تكون القرارات صحيحة ، بل العكس قد تتخذ قرارات خاطئة تؤدي الى نتائج غير مرجوة ، تسهم في ضياع الوقت وهدر المال . أما الالتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات ـ وما أكثرها في بلادنا ـ فهو يوجب على مسؤول الاطلاع على عشرات القوانين ومئات الانظمة وآلاف التعليمات ليكون صائباً في قراراته ، وهو أمر قد لا يتيسر للكثير من المسؤولين ، لذا يستعين هؤلاء بعدد من المشاورين الذين يدونون آراءهم بهوامش ومذكرات ، أو غيرهما من وسائل إبداء الرأي والمداخلات ـ لضمان عدم خروج المسؤول عن القوانين والأنظمة والتعليمات . لذا فأننا ندعو دائماً ان يتولى الامور ـ في بلديتنا ـ من درس ، أو قرأ ، أو اطلع على هذه القوانين والانظمة والتعليمات والمهم كذلك أن يكون من أبناء المنطقة ومقيم فيها ويدرك النقائص، ليكون قادراً على اتخاذ القرارات الصائبة ، أعود الى صلب عنوان خاطرتي وعلاقته مع سالف الكلام ، فأقول بعد سبعة أشهر من الاهمال و اللامبالاة والهروب من المسؤولية ولعبة القط والفأر بين السيد المحترم ونائبه (سلامة رأسك من حادث المرور ) وأتمنى أن تعتبره انذار من الله سبحانه وتعالى وتبذل مجهود أكبر في عملك المهم جاء الفرج مع تنصيب الحاج (قدور) فعلا يستحق هذااللقب لأنه رجل ميداني دائما وراء ورشات التنظيف والإنارة وكثير الاحتكاك بالمواطن ويشهد له الجميع بأنه رجل العزم والحزم والجد و الدقة لا يهمه لا مكتب ولا بريستيج ولا سيارة مثل بقية النواب وفي ظرف قصير استطاع أن يغير الاحوال في هذه المغبونة وهذا ما كان ينقصنا مسؤول مقيم معنا يدرك جيدا حجم معاناة المواطن اليومية ويقوم بمعالجة ما يستجد من مشكلات ويكون على اطلاع مسبق بها وجريئاً ـ لا متردداً ـ في اتخاذ قراراته ، وهذا في وجهة نظري ما كان ينقص السيد المحترم من قبل إذ ان كل قراراته وإجراءاته كانت ضعيفة وبلا جدوى بسبب جلوس نوابه خلف مكاتبهم ، سيدي المحترم إن بقيت خائفاً أو متردداً في اتخاذ القرارات ، فتضعف الادارة وتسوء النتائج ولا يتقدم العمل ، لذلك ارى ان النائب الغير جريء لا ينفع في الادارة ، وسيكون من الافضل له ـ ولبلديته ـ أن يتنحى عن منصبه ويتركه لصاحب الجرأة ، القادر على اتخاذ القرارات بقناعة. لأن ضعف المسؤول وعدم درايته بالقوانين والانظمة والتعليمات أمران يجعلانه متردداً ، خائفاً من اتخاذ أي قرار خشية الوقوع في الخطأ ، أو عدم ملائمة ذلك القرار للقوانين أو التعليمات ، أو أنه لايدرك ـ بسبب قلة خبرته ـ ما هو الأدق من قرارات ، فيقع تحت طائلة السؤال والحساب ،وما أكثر جهات التدقيق والحساب في جزائرنا اليوم .لذلك فإن لم يكن النائب مستعداً لتحمل المسؤولية في ما اتخذ من قرار ، فإنه سيحاول أن يرمي بها على هذا او ذاك ،بمجرد أن يُسأل عنها ، على العكس من النائب الواثق المستعد لتحمل المسؤولية الكاملة عن كل ما اتخذه من قرارات ، لثقته بنفسه وبمن يحيط به . وسبحان من لا يخطئ أحياناً في زحمة العمل والقرارات ، لذا يتحاشى المسؤول غير المستعد لتحمل مسؤولية قراراته ، ان يكون هو المسؤول الاول عن اتخاذها ، ويلقي بتبعات ما يقوم به على فريق العمل المحيط به ، ومن الأفضل لمثل هذا المسؤول الضعيف أن يتنحى ، أو (يُنَحّى ) من تولي المناصب ، لأنه في ضعفه وتردده هذا سيؤدي الى شلّ حركة العمل في نطاق مسؤوليته ويتحمل السيد المحترم المسؤولية كاملة (ببساطة المواطن يعرف غيرالمير ). وما أحوجنا إلى مسؤولين جريئين قادرين على تحمل مسؤولياتهم واتخاذ قرارات صائبة ، فتلك هي صفات المسؤول الناجح الكفوء ، وبدونها تكون الاعمال هباء في هباء. إلى نائب (قدور) أهدي هذه الكلمات وأزف هذه العبارات فالمسؤول الناجح هو الحازم والعازم لانه كبير في النفوس حتى وإن أنكرتها ، وسوف تعترفوا ولو بعد
حين .
حين .
المصدر: منتديات النهار الجديد أون لاين - من قسم: المنتدى العام
fg]dm h,gh] whfv :wthj hglsc,g hgkh[p