
قال الإمامُ ابنُ القيِّم في كتابِهمدارج السالكين
لَقَدْ قَطَّعَ خَوْفُ النِّفَاقِ قُلُوبَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ؛لِعِلْمِهِمْ بِدِقِّهِ وَجِلِّهِ ، وَتَفَاصِيلِهِ وَجُمَلِهِ. سَاءَتْ ظُنُونُهُمْ بِنُفُوسِهِمْ؛ حَتَّى خَشَوْا أَنْ يَكُونُوا مِنْ جُمْلَةِ الْمُنَافِقِينَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِحُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: يَا حُذَيْفَةُ، نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ؛ هَلْ سَمَّانِي لَكَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُمْ؟!قال: لَا، وَلَا أُزَكِّي بعدك أحد.وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ؛ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ: إِنَّ إِيمَانَهُ كَإِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ! وَذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: مَاأَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ، وَمَا خَافَهُ إِلَّامُؤْمِنٌ.وَلَقَدْ ذُكِرَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ : أَنَّهُ كَانَ يقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ خُشُوعِ النِّفَاقِ.قيلَ: وَمَا خُشُوعُ النِّفَاقِ؟! قالَ: أَنْ يُرَى الْبَدَنُ خَاشِعًا، وَالْقَلْبُ لَيْسَ بِخَاشِعٍ. لقَدْ مُلِئَتْ قُلُوبُ الْقَوْمِ إِيمَانًا وَيَقِينًا،وَخَوْفُهُمْ مِنَ النِّفَاقِ شَدِيدٌ، وَهَمُّهُمْ لِذَلِكَ ثَقِيلٌ.وَسِوَاهُمْ -كَثِيرٌمِنْهُمْ-: لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، وَهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّ إِيمَانَهُمْ كَإِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ!
*زَرْعُ النِّفَاقِ يَنْبُتُ عَلَى سَاقِيَتَيْنِ:
- سَاقِيَةِ الْكَذِبِ.
- وَسَاقِيَةِ الرِّيَاءِ.
*وَمَخْرَجُهُمَا مِنْ عَيْنَيْنِ:
- عَيْنِ ضِعْفِ الْبَصِيرَةِ.
- وَعَيْنِ ضَعْفِ الْعَزِيمَةِ.
فَإِذَا تَمَّتْ هَذِهِ الْأَرْكَانُ الْأَرْبَعُ: اسْتَحْكَمَ نَبَاتُ النِّفَاقِ وَبُنْيَانُهُ، وَلَكِنَّهُ بِمَدَارِجِ السُّيُولِ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ؛ فَإِذَا شَاهَدُوا سَيْلَ الْحَقَائِقِ -يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ-، وَكُشِفَ الْمَسْتُورُ، وَبُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ،وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ: تَبَيَّنَ – حِينَئِذٍ- لِمَنْ كَانَتْ بِضَاعَتُهُ النِّفَاقَ - : أَنَّ حَوَاصِلَهُ الَّتِي حَصَّلَهَا كَانَتْ كَالسَّرَابِ ؛ (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
قُلُوبُهُمْ عَنِ الْخَيْرَاتِ لَاهِيَةٌ.
وَأَجْسَادُهُمْ إِلَيْهَا سَاعِيَةٌ.
وَالْفَاحِشَةُ فِي فِجَاجِهِمْ فَاشِيَةٌ.
وَإِذَا سَمِعُوا الْحَقَّ : كَانَتْ قُلُوبُهُمْ عَنْ سَمَاعِهِ قَاسِيَةً.
وَإِذَا حَضَرُوا الْبَاطِلَ، وَشَهِدُوا الزُّورَ: انْفَتَحَتْ أَبْصَارُ قُلُوبِهِمْ،وَكَانَتْ آذَانُهُمْ وَاعِيَةً...فهَذِهِ –وَاللَّهِ- أَمَارَاتُ النِّفَاقِ.. فاحْذَرْهَا -أَيُّهَا الرَّجُلُ- قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ بِكَ الْقَاضِيَةُ:
إِذَا عَاهَدُوا : لَمْ يَفُوا.
وَإِنْ وَعَدُوا : أَخْلَفُوا.
وَإِنْ قَالُوا : لَمْ يُنْصِفُوا.
وَإِنْ دُعُوا إِلَى الطَّاعَةِ : وَقَفُوا.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ: تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَل اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ: صَدَفُوا.
وَإِذَا دَعَتْهُمْ أَهْوَاؤُهُمْ إِلَى أَغْرَاضِهِمْ: أَسْرَعُوا إِلَيْهَا،وَانْصَرَفُوا.
فَذَرْهُمْ وَمَا اخْتَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ مِنَ الْهَوَانِ، وَالْخِزْيِ، وَالْخُسْرَانِ. فَلا تَثِقْ بِعُهُودِهِمْ. وَلَا تَطْمَئِنَّ إِلَى وُعُودِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ فِيهَا كَاذِبُونَ، وَهُمْ لِمَا سِوَاهَا مُخَالِفُونَ: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ. فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ.
لَقَدْ قَطَّعَ خَوْفُ النِّفَاقِ قُلُوبَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ؛لِعِلْمِهِمْ بِدِقِّهِ وَجِلِّهِ ، وَتَفَاصِيلِهِ وَجُمَلِهِ. سَاءَتْ ظُنُونُهُمْ بِنُفُوسِهِمْ؛ حَتَّى خَشَوْا أَنْ يَكُونُوا مِنْ جُمْلَةِ الْمُنَافِقِينَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِحُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: يَا حُذَيْفَةُ، نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ؛ هَلْ سَمَّانِي لَكَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُمْ؟!قال: لَا، وَلَا أُزَكِّي بعدك أحد.وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ؛ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ: إِنَّ إِيمَانَهُ كَإِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ! وَذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: مَاأَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ، وَمَا خَافَهُ إِلَّامُؤْمِنٌ.وَلَقَدْ ذُكِرَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ : أَنَّهُ كَانَ يقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ خُشُوعِ النِّفَاقِ.قيلَ: وَمَا خُشُوعُ النِّفَاقِ؟! قالَ: أَنْ يُرَى الْبَدَنُ خَاشِعًا، وَالْقَلْبُ لَيْسَ بِخَاشِعٍ. لقَدْ مُلِئَتْ قُلُوبُ الْقَوْمِ إِيمَانًا وَيَقِينًا،وَخَوْفُهُمْ مِنَ النِّفَاقِ شَدِيدٌ، وَهَمُّهُمْ لِذَلِكَ ثَقِيلٌ.وَسِوَاهُمْ -كَثِيرٌمِنْهُمْ-: لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، وَهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّ إِيمَانَهُمْ كَإِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ!
*زَرْعُ النِّفَاقِ يَنْبُتُ عَلَى سَاقِيَتَيْنِ:
- سَاقِيَةِ الْكَذِبِ.
- وَسَاقِيَةِ الرِّيَاءِ.
*وَمَخْرَجُهُمَا مِنْ عَيْنَيْنِ:
- عَيْنِ ضِعْفِ الْبَصِيرَةِ.
- وَعَيْنِ ضَعْفِ الْعَزِيمَةِ.
فَإِذَا تَمَّتْ هَذِهِ الْأَرْكَانُ الْأَرْبَعُ: اسْتَحْكَمَ نَبَاتُ النِّفَاقِ وَبُنْيَانُهُ، وَلَكِنَّهُ بِمَدَارِجِ السُّيُولِ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ؛ فَإِذَا شَاهَدُوا سَيْلَ الْحَقَائِقِ -يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ-، وَكُشِفَ الْمَسْتُورُ، وَبُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ،وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ: تَبَيَّنَ – حِينَئِذٍ- لِمَنْ كَانَتْ بِضَاعَتُهُ النِّفَاقَ - : أَنَّ حَوَاصِلَهُ الَّتِي حَصَّلَهَا كَانَتْ كَالسَّرَابِ ؛ (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
قُلُوبُهُمْ عَنِ الْخَيْرَاتِ لَاهِيَةٌ.
وَأَجْسَادُهُمْ إِلَيْهَا سَاعِيَةٌ.
وَالْفَاحِشَةُ فِي فِجَاجِهِمْ فَاشِيَةٌ.
وَإِذَا سَمِعُوا الْحَقَّ : كَانَتْ قُلُوبُهُمْ عَنْ سَمَاعِهِ قَاسِيَةً.
وَإِذَا حَضَرُوا الْبَاطِلَ، وَشَهِدُوا الزُّورَ: انْفَتَحَتْ أَبْصَارُ قُلُوبِهِمْ،وَكَانَتْ آذَانُهُمْ وَاعِيَةً...فهَذِهِ –وَاللَّهِ- أَمَارَاتُ النِّفَاقِ.. فاحْذَرْهَا -أَيُّهَا الرَّجُلُ- قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ بِكَ الْقَاضِيَةُ:
إِذَا عَاهَدُوا : لَمْ يَفُوا.
وَإِنْ وَعَدُوا : أَخْلَفُوا.
وَإِنْ قَالُوا : لَمْ يُنْصِفُوا.
وَإِنْ دُعُوا إِلَى الطَّاعَةِ : وَقَفُوا.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ: تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَل اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ: صَدَفُوا.
وَإِذَا دَعَتْهُمْ أَهْوَاؤُهُمْ إِلَى أَغْرَاضِهِمْ: أَسْرَعُوا إِلَيْهَا،وَانْصَرَفُوا.
فَذَرْهُمْ وَمَا اخْتَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ مِنَ الْهَوَانِ، وَالْخِزْيِ، وَالْخُسْرَانِ. فَلا تَثِقْ بِعُهُودِهِمْ. وَلَا تَطْمَئِنَّ إِلَى وُعُودِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ فِيهَا كَاذِبُونَ، وَهُمْ لِمَا سِوَاهَا مُخَالِفُونَ: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ. فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ.
المصدر: منتديات النهار الجديد أون لاين - من قسم: المنتدى العام
Hdk hgkthr lk~h ?! fg>> kpk lAk hgkthr?! hgh dsjpr hgjt;dv