"مجموعة أهم الأحداث" : موضوع سابق من خلاله تم التطرق لمسيرة حزب الله اللبناني التي نال من خلالها شهرة لم يصل إليها أحد ، على الأقل في السابق المنظور ، وأصبح يملك حسابا و رصيدا ضخما من الحب و التقدير في كل قلب عربي ومسلم ، بل في قلب كل إنسان مظلوم و مقهور...
شعوبا لم تذق منذ زمن بعيد إلا مرارة الانتكاسات و الانهزاميات والبكاء على الأطلال وأصبحت تبحث عن أي إشارة لا يهم إن كانت حقيقة أم سراب وأصبحت ترى في هذا الحزب و صواريخه و شعاراته الأمل المفقود ، لتتأكد في الأخير (الأمة) أن كل ذلك ما هو إلا امتداد لكوابيس أحلام ...
أو كما قال أحد الكتاب الإسرائيليين (يبدو أن تورط الحزب نزل بردا وسلاما على الإسرائيليين ويخدمهم كثيرا ) ، "نصر الله الذي كان حتى الأمس القريب عزيز العالم العربي وحبيبه قد تحول إلى مكروه وشخص مقيت..." على حسب تعبير الكاتب.
الأمين العام للحزب ،حسن نصر الله ، في خطابه الأخير قطع لتلك الشعوب أن أحلامها كانت فعلا سرابا . وانه ، أي الحزب ، ليس حزبا مقاوما وإنما "مقاولا" يضع تجاربه و إمكانيته القتالية تحت تصرف طائفته حتى و إن كانت خارج الحدود اللبنانية ...
خطاب الأمين العام حزب الله كان واضحا لدرجة يرى فيه الكثير أنه قمة "التطاول" على الدولة اللبنانية و مؤسساتها الدستورية عندما يرسل قواته خارج الأراضي اللبنانية ليغزو أراضي دولة أخرى ...
وعندما يطلب من خصومه اللبنانيين الذهاب إلى سوريا من أجل الاقتتال و تصفية الحسابات هناك بدل تصفيتها على الأراضي اللبنانية ، لا يعرف إن كان هناك تطاول أكثر من هذا...
هذا التحريض على استباحة الأراضي السورية ودماء شعبها اثار بشدة حفيظة وغضب السوريين . وما تلك الصرخة التي أطلقتها امرأة سورية إلا ترجمة حقيقية عن هذا الشعور اتجاه هذا الحزب ...
تلك المرأة صرخت وهي تسال بأعلى صوتها موجهة كلامها للشيخ نصر الله"ماذا فعلنا لك يا حسن نصر الله ، لقد كنا ندعوا لك صباحا مساءا في يقظتنا كما في أحلامنا أن ينصرك الله على الدولة العبرية..."
أكثر من ذلك ، تضيف المرأة الصارخة " لقد أطلقنا اسم "حسن نصر الله" على كل طفل ولد في المنطقة التي تدكها الآن مليشياتك بصواريخك وتقتل و تهجر من فيها ..".
و ربما يكون الشيخ حسن نصر الله سمع تساؤلات تلك المرأة ليرد عليها في خطابه الأخير وأعطاها السبب لكي يزول عنها العجب بأن الولاء للطائفة أولا و أخيرا ، وما تلك الشعارات السابقة من تحرير القدس وما وراء القدس ما هي إلا جسور ومراكب تحرق بعد الوصول للهدف...
أو كما قال أحد السياسيين اللبنانيين أن حزب الله ليس حزبا لبنانيا و إنما "فرقة إيرانية" مقرها لبنان . وإذا أخذنا "واقع حال" ، هذا الحزب ليس حزبا بمعنى المعروف والذي يكون خاضعا لقوانين الدولة الموجود فيها ، وإنما دولة قائمة بذاتها ينقصها فقط تبادل السفراء مع دول العالم ومقعدا في الجمعية العمومية ، ولما لا مقعدا دائم في مجلس الأمن يحق لها استعمال "حق الفيتو"...
حزب له قواته الخاصة بإمكانيات ربما لا تملكها الدولة اللبنانية نفسها ومناطق خاصة به يعلن الحروب بدون حاجة اللجوء إلى مؤسسات الدولة ، يرسل قواته الضاربة إلى خارج الحدود تحت حجج تستعملها دوما الدول الاستعمارية للغزو و احتلال دول أخرى...
وبالتالي حزب الله يكون المسؤول المباشر على إيقاظ فتنة طائفية التي كانت نصف نائمة . الله وحده أعلم بحدود نيرانها ، لكن بالتأكيد لن تكون حدود مدينة القصير...
حمدان العربي الإدريسي
28.05.2013
المصدر: منتديات النهار الجديد أون لاين - من قسم: منتدى العام للحوار و النقاش الهادف
p.f flvjfm ],gm