Quantcast
Channel: منتديات النهار الجديد أون لاين
Viewing all articles
Browse latest Browse all 15897

كل هدنة وأنتم بخير

$
0
0
كل هدنة وأنتم بخير


آمال كبيرة علقها السوريون على هدنة عيد الأضحى، وحتى يوم الخميس كان الكثيرون يرفضون التشاؤم الذي يفرضه الواقع مفضلين عليه رحلة غيبية في قصة ابراهيم ويوسف عليهما السلام. أما آن الأوان لوقف قتل الأخوة والأبناء وهذا العيد حللّ لكم ذبح الخراف؟ لكن العيد ذهب كما أتى، والشعب السوري لم يستطع التقاط أنفاسه.
الاشتباكات استمرت واستمر القصف والقتل والنزوح، وبشكل خاص ازدادت تفجيرات السيارات المفخخة، وصارت دمشق أخت بغداد. ولم يعد التفجير يستهدف المراكز الأمنية كالسابق، فاليوم لافرق بين تجمع عسكري وتجمع لأطفال العيد.
مع انتهاء العيد سيطرت على الساحة النظرة الأكثر تشاؤما، والتي ترى العملية السياسية مستحيلة قبل التدمير الكامل لسورية، قبل أن يفهم الطرفان أنه لم يبق شيئ للفوز به أو لخسارته. ومع ذلك توجد لدى الابراهيمي بعض الافكار، وقال دبلوماسيون إنه ينوي تقديم مقترحات جديدة الى مجلس الأمن الدولي من شأنها ان تفضي الى مفاوضات بين الرئيس الاسد والمعارضة السورية. ما هي الأفكار التي أنزلها وحي العيد على الابراهيمي؟ وهل هناك مجال لأفكار جديدة بدون تغيّر مواقف بعض الفرقاء الدوليين؟
في حديث مهم لألكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي لقناة "روسيا اليوم" اعتبر بوشكوف أن الوضع وصل إلى طريق مسدود، وأكد أن اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه في نهاية يونيو/حزيران الماضي هو أفضل الإجراءات التي يمكن للمجتمع الدولي اتخاذها. وهو يرى أن حلّ الأزمة غير ممكن من خلال دعم أحد أطراف النزاع فالمعارضة المسلحة ليست قوية بما يكفي لإسقاط الرئيس، والأسد لا يملك قوة تكفي لكسر شوكة المعارضة المسلحة. في هذه الحالة لامجال لأي شيئ آخر غير المفاوضات.
حتى تركيا التي وجدت نفسها شريكا في هذا الصراع تدرك أنها إذا ذهبت بعيدا في ما يتعلق بسورية فسيشكل هذا خطرا عليها نتيجة التداخل الإثني بين البلدين في ظل خوض أكراد تركيا النضال من أجل إقامة دولة كردستان الحرة، ولذلك فقد تواجه تركيا العديد من المخاطر نتيجة المشاركة في العمليات العسكرية في سورية. ومن هنا امتناع تركيا حتى الآن عن عبور الحدود السورية، فدخول الحمّام لايشبه الخروج منه.
الابراهيمي وصل الاثنين إلى موسكو وبعدها يتوجه إلى بكين. مهمته هي الحصول على موافقة العاصمتين على أفكاره التي سيطرحها في مجلس الأمن أو على حيادهما على الأقل، لكن هذا يفرض عليه إقناع الطرف الآخر بتقديم بعض التنازلات، ولربما تم له هذا، فقد صرّح مندوب الجامعة العربية في فرنسا ناصيف حتي لصحيفة "لوموند": "اذا لم تكن هناك رسالة سياسية واضحة وحازمة من جانب الدول الكبرى التي هي حليفة النظام من جهة والمعارضة من جهة أخرى فلن يكون هناك أي تقدم.... ينبغي العودة الى اتفاق جنيف والعمل على هذا الاتفاق الذي كان انطلاقة جيدة".
إذا كان الابراهيمي قد أقنع فعلا (أصدقاء سوريا) بالعمل على أساس اتفاق جنيف فهناك إمكانية كبيرة لصدور قرار مجلس الأمن الدولي، والذي تقول التسريبات إنه بشأن إرسال قوة سلام دولية، وهناك إمكانية كبيرة للتفاوض. لكن الطريق الذي سار عليه الابراهيمي طويل وعر وشائك، وإذا وضعت الأطراف الدولية العراقيل أمامه بدل مساعدته، سيجد نفسه في العيد المقبل يقترح هدنة جديدة والسوريون يتبادلون التهنئة بعبارة: (كل هدنة وأنتم بخير)، ولسان حالهم يقول: "أكلت حلاوة وشربت ماء، كأني لاأكلت ولاشربت".

رائد كشكيةهدنة وأنتم بخير images?q=tbn:ANd9GcQxiFTAfRt6hBSgQOzSxMfK4j49SUqTGHdjRZvhoZZLOX_ngCEE7Q


;g i]km ,Hkjl fodv


Viewing all articles
Browse latest Browse all 15897

Trending Articles