

(احدى عشرة مليون عانس تنتظرالعريس..و200 ألف فتاة تدخل قفص التعاسة سنويا)
تعتبرالعنوسة من بين الظواهر الاجتماعية التي أصبحت تهدد الكثير من المجتمعات العربية على الوجه الخصوص و إن اختلفت في حدتها من مجتمع إلى أخر تبعا للظروف الاجتماعية والثقافية و الاقتصادية .وهذا فضلا عن العادات و التقاليد الخاصة بكل بلد.
وعن الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة ، فقد توفر في المجتمع عدة أسباب تتفاوت من حيث تأثيرها في تفشي هذه الظاهرة بين النساء ،و لعل التحولات الاجتماعية والثقافية كاهتمام المرأة بالتعليم و رغبتها في الاستقلال المادي و المعنوي من الأسباب التي أدت إلى تفشي العنوسة ، كما قد تساهم الظروف المعيشية التي يعيشها الشاب( البطالة ،أزمة السكن ....) في تأخر سن زواجه الأمر الذي قد يؤدي إلى تكريس ظاهرة العنوسة.
وقد أدى التفتح على الثقافات إلى تشبع بعض الأفراد بمفاهيم لا تشجع على الزواج كانتشارمفهوم الفردانية ،و تحقيق الذات ، الصداقة بين الجنسيين ...الخ، كما قد تؤدي إمكانية تصريف العلاقات الجنسية خارج إطارها الشرعي و خاصة في ظل التغير الاجتماعي، و غياب أو تراجع الوازع الديني. تفشي ظاهرة العنوسة أصبح يتطلب منا الدراسة والمتابعة. وكغيره من المجتمعات شهد المجتمع الجزائري عدة تحولات هامة أفرزت ظواهر لم يسبق و إن عرفها بالشكل الذي تظهر عليه حاليا، ومن بينها ظاهرة العنوسة.فبعدما كان المجتمع يعرف بزيجاته المبكرة ،وارتفاع نسبة المتزوجين و تراجع نسبة العزاب و العوانس ، عرف في السنوات الأخيرة تأخرا ملحوظا في متوسط العمر عند الزواج الأول لدى كلا الجنسين ،و ارتفاع في نسبة التعزب بين الرجال و انتشار العنوسة بين النساء .
تشيرإحصائيات الديوان الوطني للإحصاء عن وجود أربعة ملايين فتاة لم تتزوج بعد على الرغم من تجاوزهن الرابعة والثلاثين، وأن عدد العزاب قد تخطى 18مليوناً من عددالسكان البالغ 33.مليون نسمة...ووفقاً لدراسة مشتركة بين خبراء منمنظمة التنمية التابعة للأمم المتحدة وباحثين جزائريين فان نسبة تفشي العنوسة بينفتيات الجزائر وصلت إلى 31,3٪ نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منهاالاقتصاد الجزائري جراء الاضطرابات الأمنية التي بدأت شرارتها عام 1991 ونتج عنهاارتفاع معدلات البطالة وهجرة كثير من الجزائريين إلى أوروبا بحثاً عن عمل... فمع بداية التسعينات كان عدد العوانس في حدود 6 ملاين عانس ليصل الرقم مع حلول العام الجديد إلى نحو 11 مليون بمعدل 200 ألف عانس سنويا ، الكارثة أحالت نحو مليوني من النساء على عنوسة دائمة البالغ نسبتهن أكثر من51.بالمائة .أصبح البحث عن العمل المستقر و المسكن المستقل مسعى كل شاب، الأمر الذي يتطلب منه في الوقت الراهن سنوات عديدة حتى يحقق ذلك.فبطالة الشاب وصعوبة الحصول على المسكن و ارتفاع تكاليف الزواج في ظل غلاء المعيشة شكلت أهم العوامل التي تقف أمام إقبال الشاب على الزواج ، و خاصة أن أسلوب الحياة قد تغيركثيرا مقارنة بالسنوات السابقة ، بحيث أصبح له مقتضياته و مستلزماته و عدم توفرها قد تنعكس بالسلب على حياة الشاب.وتحقيق ذلك قد يتطلب من الشاب سنوات عديدة من عمره بدأ بالتخرج من الجامعة ثم أداء الخدمة الوطنية، ثم البحث عن عمل مستقر يضمن له أجرا مناسبا لتحقيق أهدافه و طموحاته، ووصولا إلى البحث عن السكن المستقل(شراءه، بناءه، أو كرائه) ليصل بذلك إلى الثلاثينات من عمره بدون زواج، و عندما يتهيأ الشاب ماديا للزواج فانه في اغلب الأحيان لا يتجه في اختيارلشريكة حياته نحو من تماثله في السن بل الأصغر منه ، لتقل بذلك حظوظ مماثلات في السن و يتسبب في عنوسة البعض منهن.كما شهدت المرأة تغيرات هامة من حيث المكانة و الدور ، بحيث أصبحت تسعى إلى إثبات ذاتها في المجتمع من خلال التعليم و العمل أولا ثم الزواج ، وارتفاع مستواها التعليمي و استقلالها المادي غير من نظرتها نحو بعض السلوكيات الاجتماعية و في مقدمتها الزواج ، بحيث تراجع هذاالأخير في سلم أولوياتها لحساب الدراسة و العمل ، و هذا ما أدى إلى تأخر سن زواجها و تسبب الطموح العلمي المتزايد لها في عنوستها و إقبال المرأة على التعليم و العمل لقي تشجيعا من طرف الأسرة و خاصة الأم التي أصبحت ترى بضرورة مواصلة البنت تعليمها الجامعي لتتحصل بذلك على السلاح الذي يحميها من تقلبات الحياة.وقد انعكس الطموح المتزايد والاستقلال المادي بسلب على بعض النساء بحيث تسبب في عنوستهن يمكننا قول أن ظاهرةالعنوسة وليدة تفاعل العديد من العوامل الاجتماعية ، الثقافية ،النفسية ،الاقتصادية ،و حتى السياسية فعدم استقرار المجتمع و غياب الأمن يصرف الشاب عن الزواج ،و تتفاوت هذه العوامل من حيث قوة تأثيرها في انتشار ظاهرة العنوسة.
المصدر: منتديات النهار الجديد أون لاين - من قسم: المنتدى العام
hguk,sm , hgu.,fm j'hv] hg[.hzvddk