"مجموعة أهم الأحداث": أبو عبد الله محمد الثاني عشر ، اخر أمراء الأندلس الذي سلم مفاتيح غرناطة ، آخر الحصون الإسلامية في بلاد الأندلس . سماه الإسبان "El Chico" بمعنى "الصغير" ، بدون أدنى شك استصغارا لقيمته . حتى أهل غرناطة أطلقوا عليه اسم "الزغابي" ، أي بمعنى "المشؤوم" أو "التعيس" ، ومعناهم واضح لا يستحق الشرح.
أبو عبد الله "الصغير" أو "الزغابي" ، كان وريث دولة الطوائف بعد الدولة المركزية وأصبح لكل أمير "دويلة" منفصلة تحكم (بضم حرف التاء) بأمر الحاكم وأهله وذويه ، حتى ولو كانوا اجنة في بطون أمهاتهم.
وعلى كل دويلة ولمحافظة عليها أو توسيعها ، كان لابد الاستنجاد بالأعداء على اخوانهم أمراء الاخرين. وليس أي مانع أو حرج من دفع الجزية للعدو المتربص بهم جميعا من أجل دحر والقضاء على الأخ العدو .كانت نتيجة ذلك اليوم الذي أجبر فيه "الزغابي" تسليم مفاتيح "غرناطة" لحلفائه بالأمس ...
غادر "الصغير" المدينة بعد تسليم مفاتيحها وهو يبكي وعند وصوله "ربوة" تشرف على مدينة غرناطة توقف و نظر من فوقها طالقا زفرة الحسرة و الوداع على ضياع وطن وتاريخ وعلى يديه أنطفأت شعلة الاسلام التي نقلها "الكبار" عبر مضيق جبل طارق.
وتقول الرويات المدونة أن أبو عبد الله قدم مفاتيح غرناطة وهو راكع للملك المنتصر وهو جالس ، قائلا له " لقد سلمتك اليوم مفاتيح لاخر اثر اسلامي في اسبانيا. طالبا منه أن يكون رحيما عادلا لهذا التراث...". ومنذ متى كان المنتصر رحيما بخصمه المنهزم أو بتراثه المندثر ... وعندما كان الأمير المنهزم يبكي قالت له أمه "أبكي كالنساء على ملكا لن تستطيع الدفاع عنه كالرجال..." .
حتى ولو كان البعض يشكك في مصداقية كل ذلك ، وأن تلك الروايات ، مفبركة وتدخل في اطار "نظرية المؤامرة" ، كقصة "زفرة العربي الاخيرة" .
بمعنى هؤلاء أرادوا التصحيح أن "أبا عبد الله " سلم بمحض ارادته مفاتيح غرناطة في احتفال أقامه على شرفه الملك المنتصر فوق تلك الربوة واستعرض على شرفه فرقة موسيقية صاحبته حتى الشواطىء ووصوله هو وحاشيته لضفة الأخرى...لو كان الأمير المنهزم حيا لكان عليه البكاء كل سنة مرتين ، الأولى فوق "الربوة الزفير" و الثانية على أطلال بغداد.
وأبوعبد الله ومن ورائه أمراء الطوائف أو "الصغار" ، الذين فضلوا لذة الكراسي على حرمة الدين والأوطان واختلط عليهم الأمر والنظر وأصبحوا لا يفرقون بين تحرير و احتلال الأوطان وادخلوا روح الانهزام في نفسية المواطن العربي ، وبالتالي عليهم البكاء وهم أموات لعل يخفف عنهم شيئا من غضب يوم الدين .
لأن لولا تفريطهم وتسليمهم الأندلس قطعة قطعة للأعداء لما سقط العراق قطعة واحدة ومن قبله القدس ومن بعده الله وحده أعلم...
حمدان العربي الإدريسي
16.04.2013
المصدر: منتديات النهار الجديد أون لاين - من قسم: منتدى العام للحوار و النقاش الهادف
Hf, uf] hggi "hgwydv" df;d ugn H'ghg fy]h] !