Quantcast
Channel: منتديات النهار الجديد أون لاين
Viewing all articles
Browse latest Browse all 15897

التناصح من أخلاق الكبار

$
0
0
التناصح من أخلاق الكبار
المسؤولية تتطلب ممن يتحملها الوعي والشعوربجسامة الثقل الملقى على عاتقه إن استشعارها رهين بثقافة الفرد وبقوة ماتمليه عليه عقيدته ودرجة إيمانه بها.إن من يخاف مقام ربه سيكون بدون شك مقدرا لواجبه، عاكفا على أدائه علىأحسن وجه متحرايا الصدق والنزاهة طمعا فيرضى الله سبحانه وتعالى.لكن ما نعيشه اليوم بعيد كل البعد عما ينبغي أنتكون عليه الامور
المسؤول الاول على رأس هذه المغبونة تجده يعتمد على جنود الخفاء ألاوهم الموظفون ذوو الخبرة والكفاءة والذين هم تحت رئاسته، يضغط عليهم مهددومتوعدمقابل صمتهم وتبني اجتهادهم لتبقى صورته لامعة أمام من هو أكثرمنه مسؤولية بغية المحافظة على منصبه وهنا يجب علينا النصح.أداء النصيحة وكذلك حُسن استقبالها من أخلاق الكبار وأصحاب النفوس الكبيرة ،لأنهم وحدهم القادرون على أدائها ، ولعله من المُفيد هنا أن نذكر أن حسن استقبالها تحديداً هو من أشد الدلائل على شيم الكبار، ذلك أن أدائها قد يكون ميسوراً ، وأن الحرج كله يقع على المنصوح.ولأن النصيحة قد تُغضب السيد المحترم وجماعته الذين لا يُحبون توجيه اللوم لهم ، مما يُمثل على القائم بالنصيحة عبئاً ثقيلاً لا يتحمله إلا الكبار من أصحاب النفوس الكبيرة ولأن النصيحة تتطلب ممن يقوم بها أن يكون متحلياً بالصبر على من ينصحه ، ذلك أن المنصوح قد لا يستجيب ، أو يُقابل نصيحته بالتهكم أو الاستهزاء أو التطاول في بعض الأحيان ، وهذا أيضاً لا يتحمله إلا الكبار وأصحاب النفوس الكبيرة الذين يُراعون حال المنصوح ونفسيته .ولا يختلف اثنان على أن النصيحة من خصائص هذا الدين ، وهي من دعائم استقامة الأمة واستقرارها ، وعلامة من علامات النضوج الفكري لمن يمارسها وكذلك من يستقبلها. ورغم أن النصيحة المراد بها الخير دائماً للمنصوح ، واستقامة أمره ، وتصحيح مساره ، إلا أن المنصوح في بعض الأحيان يتمرد على الناصح ، ويرفض نصيحته ، استكباراً وعلواً بغير الحق.وفي حقيقة الأمر أن الذي رفض النصيحة ، ولم يستقبلها الاستقبال الصحيح ، إنما هو الخاسر الوحيد في هذه القضية ، إذ أن الناصح متى أدَّاها بشروطها وآدابها ، وأخلص في ذلك فقد وقع أجره على الله.أما الذي رفضها ، ولم يستقبلها ، فأقل ما يمكن قوله أنه سيظل على خطأه دون تصحيح ، وسوف يجني ما اقترفت يداه ، إن كان في الدنيا أو في الآخرة.سيدي المحترم لا تعتبر النصيحة نقداً أبداً ، فهي وسيلة لتعديل المسار ، وتصحيح طريق ولعل من الأمور التي تجعل البعض يرفض النصيحة ولا يقبلها و اعتبارها نقداً موجهاً لشخصه ولكفاءاته وإمكاناته.ومن يعتبر النصيحة نقداً يمسهمباشرة في شخصيته لرغبته في إظهار نفسه في الصورة الملائكية التي تصيب دائماً ولا تُخطئ ، في صورة الكمال التي لا عيب فيها ولا نقصان ، وهو في الحقيقة يُحمِّل نفسه فوق طاقتها فكل ابن آدم خطاء كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"كلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".ولا يجب استصغار من قدمها ووصفه بقليل الخبرة ، قليل العلم ، صغير السن ، ومن ثم الاستعلاء والاستكبار.وفي الاخير سيدي المحترم اتمنى من الله عز وجل ان تكون فهمت المقصود من هذا ونصيحتي لك بأن لا تحاول السعي هنا وهناك (والمقصود معروف طبعا) وتحري لأجل معرفة المجهول وأنا وعدتك ووعد الحر دين عليه في القريب العاجل انشاء الله .



hgjkhwp lk Hoghr hg;fhv


Viewing all articles
Browse latest Browse all 15897

Trending Articles